دور التربية في بلورة عنصر الانتقال كتب / سفيان حكومى - جريدة الهرم المصرى نيوز
سفيان حكوم اعلامي وكاتب من المملكة المغربية
لايستطيع الأفراد الانتقال ، خاصة الانتقالات النفسية وحدهم ، بل لابد من عمل تربوي منظم ، تنهض به مؤسسات تربوية ، متخصصة تحيط بقوانين التغيير الفكري والارادي والسلوكي ، ولابد من توفير العوامل المساعدة على نجاح عملية الانتقال ، وأبرز هذه العوامل اثنان :
الأولى :
توفير العدد المناسب من التربويين الخبراء ، بتغيير مافي الانفس ، من افكار ومعتقدات ، ومساعدتها على التخلص من القيم والاتجاهات والممارسات الخاطئة .
والثاني :
توفير البيئة الصالحة ، لنجاح الانتقال بمظاهره النفسية والحسية ، والحرية هي التجسيد العملي للبيئة المطلوبة ، لأن الانتقال هو حرية التفكير والاختبار ، ،والذين كانوا يتصفون بحرية التفكير والاختبار من الانتقاليين الاوائل ، هم الذين قدروا على الانتقال ، والذين لم يتصفوا بهذه الحرية ، ظلوا يمارسون الرفس والحران ، جامدين على ماانحذر اليهم من ابائهم من معتقدات ، ونظم وثقافة وممارسات ، وقيم انتهت بهم الى الهلاك والبوار .
فالآنتقال لايصل معناه ، الا اذا حررت التربية نفوس المتعلمين من الداخل ، وهيأت التطبيقات والسياسات الإدارية ، لتسود الحرية حياة الأمة من الخارج ، ذلك ان الحرية عامل اساسي في تحقيق أمرين :
الأول :
نمو القدرات العقلية اللازمة لتمييز بين الصواب والخطأ .
الثاني :
اطلاق الإرادات العازمة المناصرة للحق ، المناهضة للباطل ، وحين تختفي الحرية تتعطل القدرات العقلية ، وتتقلص الارشادات العازمة ، وتتوقف الأمة عن الابداع ، والانجاز ، وتسير في طريق الضعف المفضي الى الاستضعاف في الدنيا ، والعقوبة في الآخرة .
لذلك لابد للتربية الإسلامية أن تصل الى تحقيق أمرين :
الاول : تدريب انسان التربية الإسلامية ، على مراجعة الموروثات الثقافية والاجتماعية المنحدرة من كل جيل ، وتنمية القدرة على التفكير ، واكتشاف الجوانب التي عدا عليها الخطأ ، او الافساد في الفهم والتطبيق ، او تلك التي مضى زمنها ، وبطل مضمونها ، ثم القدرة على التخلص منها ، ومن آثارها ، والانتقال من تطبيقاتها التي تسربت الى مظاهر الثقافة السائدة في القيم ، والعادات ، والتقاليد ، والاخلاق ، والفنون ، والنظم ، وشبكة العلاقات الاجتماعية ، وغير ذلك .
فالآنتقال هنا ، مظهر من مظاهر التربية من الثقافة الخاطئة ، او التي بطل مفعولها ، ومايتفرع عنها من نظم ، وتطبيقات ، ومؤسسات ، وممارسات ، ووظائف خاطئة ، او متخلفة .
فالآنتقال توبة ، وهو انتقال من الخطأ والجنود والتخلف ، وانتقال من البئات التي ترعى هذه السلبيات الموقفة للارتقاء ، الخانقة للعيش ، المانعة للحياة .
الثاني :
تدريب المتعلمين على فقه نموذج المثل الأعلى ، اللازم لزمنهم ، ثم تنشئتهم على استيعاب تفاصيل المثل الأعلى الجديد ، وبذلك تعدهم لزمن غير زمن ابائهم ، وتتكون لديهم القذرات والمؤهلات اللازمة للغد الذي سيعبرونه ، ولن يصابوا بالمفاجأت والصدمات من تطورات المستقبل ، كما يصاب الذين يشير إليهم قوله تعالى : * بل هم في لبس من خلق جديد * .
تعليقات
إرسال تعليق