أسباب تدهور اللغة العربية

أسباب تدهور اللغة العربية


كتب أ/رامى عامر
معلم أول بالتربية والتعليم
إن اللغة العربية هي اللغه الأم لجميع اللغات ويكفينا فخرا أنها لغة القرآن العظيم الذي تكفل الله جل وعلا بحفظه وبالتالي حفظ للغته وهي اللغة العربية التي أصبح أهلها ينفرون منها ويتحدثون فيما بينهم بغيرها والسبب كما يزعمون أن اللغة العربية لا تتماشى مع العصر الحديث وهذا مما يدعيه السفهاء الذين لا يعرفون قيمتها ألا يعلمون أن معظم لغات العالم استمدت قواعدها من العربية فمثلا اللغة العبرية كانت لغة مجهولة لا ترتكز على قواعد واضحة فقام علمائها بالاستعانة باللغه العربيه وأيضا الاسبانية والبرتغالية تأثروا باللغة العربية وأخذوا منها الكثير ولا ننسى أن الأدب العربي هو أعظم أدب في التاريخ فقد برع العرب في فن الوصف من خلال الشعر. والخطب والوصايا مما دفع الكثير من الغربيين إلى تعلم اللغة العربية والتأثر بها أما الآن فأصبح العرب أنفسهم يبتعدون عنها فهناك الكثير منهم لا يفرقون بين الإسم والفعل ولا يعرفون إلا اليسير من قواعدها فأصبحوا يتحدثون فيما بينهم بالانجليزية والفرنسية وغيرهما.
هذا بجانب استعمال اللهجة العامية بدلا من اللغة العربية فى شتى المجالات مع العلم أن هذه الثنائية اللغوية ( فصحى وعامية ) لم تكن في العصر الحديث ظاهرة طارئة ، وإنما كانت ظاهرة قديمة في حياة العرب اللغوية فقد أقر القرآن اللغة الأدبية الفصحى التي كان الشعراء الجاهليون قد هذبوها ونظموا بها شعرهم وقد جعل القرآن من هذه اللغة التي كانت مجرد لغة قرشية وما انتقاه من لهجات أخرى قوام الفصاحة وأساس الوحدة للغوية لكن ذلك لم يمنع من استمرار لهجات عربية إقليمية شائعة بين الناس في الحياة اليومية.
فكانت الفصحى لغة الأدب والعلم والتعليم، وكانت العامية هي اللغة اليومية ولم يكن ثمة صراع ولا تزاحم على المكانة لأن التواجد بينهما في ميدان الحياة كان تواجدا تكامليا.
ولما جاء العصر الحديث وهو عصر انبعاث الوعي الديني والقومي ظهرت بعض العوامل التى أدت إلى ضعف اللغة العربية منها :
١- المسارعة إلى دراسة اللغات الأجنبية الأخرى والاهتمام المتزايد بها، واعتبارها لغات متحضرة ومتطورة على حساب دراسة اللغة العربية الأم والاهتمام بها. 
٢- تجاهل تعلّم اللغة العربية من المصادر الأصلية لها، وهي القرآن الكريم، وكتب السنة النبوية الشريفة، مما يجعل احتمالية الخطأ واردة جدًّا. 
٣- عدم الاهتمام بتطوير معاجم اللغة، فما زالت المعاجم بنسخها القديمة ولم يتم تطويرها بما يتناسب مع وسائل التعليم الحديثة، أو بما يجعلها أكثر بساطة وسلاسة على طالب العلم. 
٤- غياب التشجيع على القراءة الحرة، وعدم وجود الدعم المالي لمثل هذه الأمور.
٥- إهمال أصحاب العمل للغة العربية، وعدم وضعها كشرط أساسي في التقدم إلى الوظائف، بل على العكس يكون الاهتمام الأكبر باللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية الأخرى.
٦- انتشار اللغة العامية في المجتمع مما جعل اللغة العربية الفصحى ثقيلة على السمع وعلى اللسان. ٧- الأسلوب السيئ في تصميم وتأليف الكتب المدرسية الخاصة باللغة العربية، وافتقارها إلى التشويق والأسلوب الجاذب للطالب، فأغلب الكتب تسرد القواعد والنصوص الأدبية والشعرية بأسلوب تقليدي. 
٨- طرق التدريس القديمة والتقليدية التي يستخدمها المدرس في التعليم، وافتقار المعرفة بأساليب التدريس الحديثة التي تحبّب الطالب بالمادة الدراسية وتُشعره بالاستمتاع أثناء دراستها. ٩- التقليل من شأن اللغة العربية والثقافة العربية عامةً، وعدم قبول المراجع العلمية العربية كمراجع موثوقة وإجبار الطالب على الرجوع إلى مراجع أجنبية، مما أفقده الثقة باللغة العربية أكثر.
١٠- وسائل التواصل الاجتماعى من فيس بوك وواتس اب وتويتر وغيرهم حيث أصبحت هذه الوسائل مرتعا للعامية دون التحدث بالعربية الفصحى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

على درب الحياة -الهرم المصرى نيوز

======== قصيده =======

أراك بعيوني كتبت الشاعرة / أسماء الزغبى - مجلة الاهرام الادبية نيوز